![]() |
الزومبي أو السائرون كما تناولتهم الثقافة الغربية
|
** شاهدت مؤخراً مسلسل (the walking dead) وهو أحد المسلسلات
التي تتناول الزومبي أو السائرون كما يطلق عليهم في المسلسل .. وهم أناس تعرضوا
لمرض ما ومن ثم يموتون ثم يعودوا فارغو العقول فاقدين الآدمية لا هم لهم سوى
بطونهم لا يبالون آي شىء آخر المثير أنهم لا يهاجمون بعضهم ويهاجمون كل من هو ليس
مريض ويصبح الآخرون الأصحاء طوال الوقت في محاولة للنجاة بأنفسهم وفي نفس الوقت
البحث عن علاج لهؤلاء القوم .. أحياناً يقعوا فريسة لهم وأحياناً آخرى يقعوا فريسة
لليأس ..
![]() |
مجموعة من السائرون يحاولون الهجوم على ثائر ما (1) |
** الغريب في الأمر إنني أجد هذا الآمر منطقي
وقابل للتطبيق .. فعندما انتشر الوباء في مجتمعنا إنقسم مؤخراً إلى (ثائرون) رفضوا الأمر الواقع وتمسكوا بعقولهم وإنسانيتهم و(سائرون)فارغوا العقول لا هم لهم سوىبطونهم.
![]() |
مجموعة من السائرون يحاولون الهجوم على ثائر ما (2) |
** لقد عاش السائرون زمناً لا بأس به يأكلون ويشربون ويتكاثروا ولايفكرون ولا يستخدمون آدميتهم حتى تناسوا آدميتهم ونجح الوباء في أن يصدر لهم المرض كحياة طبيعية وأنهم بأمراضهم تلك في مأمن من كل الشرور !! وعلى النقيض ظل الثائرون يسعون في الظلام إلى العلاج والأمل ..
** وما أن جاءت اللحظات
التي تقابل فيها القومان حتى بدأ السائرون في مهاجمتهم فهم يسعون إلى هدم ما وجدوا
عليه آبائهم .. ويح للثائرون هم يريدون أن ينيروا البصائر التي تعتمت .. هم يريدون
أن يشعلوا العقول التي تعطلت .. هم يريدون أن يرجعونا إلى عصور الانسانية التي لا
نعلم ما هي ولكنها قد ذهبت بلا رجعة .. ماذا تريدون دعونا وشأننا .. أنتم قلة ولا تعبرون إلا عن أنفسكم .. وتظل محاولات الثائرين يحبطون أحياناً وينال منهم
السائرون أحياناً وتستمر المعاناة حتى يتحول كل السائرون إلى ثائرون .. أو أن
يتخلص السائرون منهم جميعاً.
** والحقيقة إنني أجد ما في بلادنا هو أسوأ أنواع الوباء أو قد تكون النسخ الأحدث منه التي تمكنت من معالجة نفسها بنفسها ليكون الوباء أشد وألعن .. فتجد في بلادنا قلب للحقائق والمفاهيم غير مسبوق:
1- فتجد في بلادنا: الثائرون نياماً: وهم من يحسبون أنفسهم على الثائرون فهم لا يساعدوا في علاج السائرون لأنهم لايدرون أنهم أيضاً سائرون مصابون بالداء ولكنهم لا يدرون.
2- وتجد أيضاً في بلادنا: السائر الحق: فهو يحسب نفسه ثائر أيضاً فهو من يثور ليقتل الثورة ثم يهدأ لكي يلملم غنائمه.
![]() |
قطيع من السائرون في مواجهة ضارية مع الثائرون (1) |
![]() |
قطيع من السائرون في مواجهة ضارية مع الثائرون (2) |
** وقد أصابتني الدهشة حقا لماذا لحق بي الإستغراب قريباً فقط مع إننا منذ زمن بعيد ونحن نحيا مع أمثال مصاصين الدماء والمذؤوبيين الذين كانوا يقتاتوا على السائرين والثائرين معاً حتي إتحد القومان وتخلصوا منهم وبدأوا حربهم الخاصة التي نحياها.
** ولكنني منذ أخذت في الإعتبار أوجه الشبه الكبيرة تلك وأصبحت أتابع أحداث المسلسل بقلق بالغ حول مصير هؤلاء الثوار وهل سيتمكنون من النجاة حقاً أم أن اليأس سيتملكهم إم أنهم مع الوقت سينجح السائرون في تحويلهم مثلهم .. أرقب بترقب بالغ ثورة أنينها يستمر وضحاياها يتساقطون وتنهش لحومهم .. (أليست الغيبة كأكل لحم أخيك والسائرون يبيحون غيبة الثائرون) ؟!!
** ترى ماذا ستكون النهاية ..هل ستكون كنهاية فيلم (I am a legend) حيث مات الثائر الآخير لينقذ جيلاً قادما من الثوار .. أم أنها النهاية البديلة الآخرى حيث نجح الثائر الآخير في علاج السائرون .. أم أننا نحيا دراما من نوع غير مسبوق لا يمكنك التكهن بنتيجتها ؟!!
** النهاية الأصلية والبديلة لفيلم (I am a legend)